السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{قَالَ كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٞۖ وَلِنَجۡعَلَهُۥٓ ءَايَةٗ لِّلنَّاسِ وَرَحۡمَةٗ مِّنَّاۚ وَكَانَ أَمۡرٗا مَّقۡضِيّٗا} (21)

{ قال } لها جبريل الأمر { كذلك } من خلق غلام منك بغير أب . ولما كان لسان الحال قائلاً كيف يكون بغير سبب أجاب جبريل بقوله : { قال ربك هو } أي : المذكور وهو إيجاد الولد على هذه الهيئة { عليّ } وحدي لا يقدر عليه غيري { هيّن } أي : بأن ينفخ بأمري جبريل فيك فتحملي به ولكون ما ذكر في معنى العلة عطف عليه { ولنجعله } بما لنا من العظمة { آية للناس } أي : علامة على كمال قدرتنا على البعث أدل من الآية في يحيى عليه السلام وبه تمام القسمة الرباعية في خلق البشر فإنه أوجده من أنثى بلا ذكر وحواء من ذكر بلا أثنى وآدم عليه السلام لا من ذكر ولا أنثى وبقية أولاده من ذكر وأنثى معاً { ورحمة منا } على العباد يهتدون به { وكان } ذلك كله { أمراً مقضياً } به في علمي .