البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{قَالَ كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٞۖ وَلِنَجۡعَلَهُۥٓ ءَايَةٗ لِّلنَّاسِ وَرَحۡمَةٗ مِّنَّاۚ وَكَانَ أَمۡرٗا مَّقۡضِيّٗا} (21)

{ قال كذلك قال ربك هو عليّ هين } الكلام عليه كالكلام السابق في قصة زكريا { ولنجعله } يحتمل أن يكون معطوفاً على تعليل محذوف تقديره لنبين به قدرتنا { ولنجعله } أو محذوف متأخر أي فعلنا ذلك ، والضمير في { ولنجعله } عائد على الغلام وكذلك في قوله { وكان } أي وكان وجوده { أمراً } مفروغاً منه ، وكونه رحمة من الله أي طريق هدى لعالم كثير فينالون الرحمة بذلك .

وذكروا أن جبريل عليه السلام نفخ في جيب درعها أو فيه وفي كمها وقال : أي دخل الروح المنفوخ من فمها ، والظاهر أن المسند إليه النفخ هو الله تعالى لقوله { فنفخنا }