{ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً للنَّاسِ } أي ولنجعل هذا الغلام أو خلقه من غير أب آية للناس يستدلون بها على كمال القدرة ، وهو علة لمعلل محذوف ، والتقدير خلقناه لنجعله ، أو معطوف على علة أخرى مضمرة تتعلق بما يدل عليه قوله سبحانه : { هُوَ علي هَيّنٌ } وجملة { قَالَ كذلك قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيّنٌ } مستأنفة ، والقائل هو الملك ، والكلام فيها كالكلام فيما تقدّم من قول زكريا . وقوله : { وَرَحْمَةً منَّا } معطوف على آية أي : ولنجعله رحمة عظيمة كائنة منا للناس لما ينالونه منه من الهداية والخير الكثير ، لأن كل نبيّ رحمة لأمته { وَكَانَ أَمْراً مَّقْضِيّاً } أي وكان ذلك المذكور أمراً مقدّراً قد قدّره الله سبحانه وجف به القلم { فَحَمَلَتْهُ } ها هنا كلام مطويّ ، والتقدير : فاطمأنت إلى قوله ، فدنا منها ، فنفخ في جيب درعها ، فوصلت النفخة إلى بطنها فحملته . وقيل : كانت النفخة في ذيلها ، وقيل : في فمها . قيل : إن وضعها كان متصلاً بهذا الحمل من غير مضيّ مدة الحمل ، ويدلّ على ذلك قوله : { فانتبذت بِهِ مَكَاناً قَصِيّاً } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.