محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَقَٰتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ٱلَّذِينَ يُقَٰتِلُونَكُمۡ وَلَا تَعۡتَدُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلۡمُعۡتَدِينَ} (190)

{ وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين 190 } .

{ وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم } المقاتلة في سبيل الله هو الجهاد لإعلاء كلمة الله وإعزاز الدين . وفي قوله : { الذين يقاتلونكم } تهييج وإغراء بالأعداء الذين همتهم قتال الإسلام وأهله . أي : كما يقاتلونكم فاقتلوهم أنتم . كما قال : { وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة } {[1126]} { ولا تعتدوا } أي : بابتداء القتال . أو بقتال من نُهيتم عن قتاله ، من النساء ، والشيوخ ، والصبيان ، وأصحاب الصوامع ، والذين بينكم وبينهم عهد . أو بالمثلة ، أو بالمفاجأة من غير دعوة . { إن الله لا يحب المعتدين } أي : المتجاوزين حكمه في هذا وغيره .


[1126]:[9/ التوبة/ 36] ونصها: {إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة واعلموا أن الله مع المتقين 36}.