{ وقاتلوا في سبيل الله } لا خلاف بين أهل العلم أن القتال كان ممنوعا قبل الهجرة لقوله { فاعف عنهم واصفح } وقوله { واهجرهم هجرا جميلا } وقوله { لست عليهم بمصيطر } وقوله { ادفع بالتي هي أحسن } ونحو ذلك مما نزل بمكة فلما هاجر إلى المدينة أمره الله سبحانه بالقتال ونزلت هذه الآية .
قال أبو العالية : إنها أول آية نزلت في القتال بالمدينة فلما نزلت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقاتل من قاتله ويكف عمن كف عنه حتى نزلت سورة براءة ، وقيل أول ما نزل قوله تعالى { أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا } حتى نزل قوله تعالى { اقتلوا المشركين } وقوله تعالى { وقاتلوا المشركين كافة } قيل إنه نسخ بها سبعون آية والمعنى قاتلوا في طاعة الله وطلب رضوانه .
عن أبي موسى الأشعري قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل يقاتل شجاعة ويقاتل حمية ويقاتل رياء أي ذلك في سبيل الله . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله ) {[184]} .
{ الذين يقاتلونكم } قال جماعة من السلف المراد بهذا من عدا النساء والصبيان والشيوخ والزمنى والرهبان والمجانين والمكافيف ونحوهم ، وجعلوا هذه الآية محكمة غير منسوخة { ولا تعتدوا } المراد بالاعتداء عند أهل القول الأول هو مقاتلة من لم يقاتل من الطوائف الكفرية ، والمراد به على القول الثاني مجاوزة قتل من يستحق القتل إلى قتل من لا يستحقه ممن تقدم ذكره ، قال ابن عباس : أي لا تقتلوا النساء والصبيان والشيخ الكبير ، ولا من ألقى السلم وكف يده فإن فعلتم فقد اعتديتم ، وقال عمربن عبد العزيز : ان هذه الآية في النساء والذرية { إن الله لا يحب المعتدين } أي لا يريد بهم الخير .
عن بريدة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمر أميرا على جيش أو سرية أوصاه في خاصته بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرا ثم قال { اغزوا بالله في سبيل الله قاتلوا من كفر بالله اغزوا ولا تغلوا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا ولا تعتدوا } أخرجه مسلم{[185]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.