الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَقَٰتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ٱلَّذِينَ يُقَٰتِلُونَكُمۡ وَلَا تَعۡتَدُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلۡمُعۡتَدِينَ} (190)

وقوله : ( وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ ) [ 189 ] .

هذه أول آية( {[6154]} ) نزلت في القتال أمروا أن يقاتلوا( {[6155]} ) من/يقاتلهم( {[6156]} ) ( وَلاَ تَعْتَدُوا( {[6157]} ) إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ المُعْتَدِينَ ) [ 189 ] .

أي لا تقاتلوا من لم يقاتلكم( {[6158]} ) . وقد نسخ الله ذلك في براءة بقوله : ( وَقَاتِلُوا المُشْرِكِينَ كَافَّةً )( {[6159]} ) ، وبقوله : ( فَاقْتُلُوا المُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُّمُوهُمْ )( {[6160]} ) و( قَاتِلُوا المُشْرِكِينَ كَافَّةً )( {[6161]} ) . قاله ابن زيد( {[6162]} ) .

وقال ابن عباس وعمر بن عبد العزيز/ومجاهد وغيرهم : " الآية محكمة غير منسوخة " ( {[6163]} ) .

وقوله : ( وَلاَ تَعْتَدُوا ) [ 189 ] أي : ( {[6164]} ) لا تقتلوا( {[6165]} ) الشيخ/الكبير والنساء والذرية ، ولا من ألقى إليكم السلم ، فإن فعلتم اعتديتم .

ومعنى ( الذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ ) على قولهم : أي الذين فيهم مقدرة على قتالكم ومَن عادتُهم القتال . ولا تقاتلوا من ليس ذلك من شأنه( {[6166]} ) كالرهبان [ ومن أدى ]( {[6167]} )/الجزية ، ولهذا نهى عن قتل الرهبان( {[6168]} ) .

وقد قال بعض الفقهاء : ولا تؤخذ من الرهبان الجزية ، وكذلك لا يحل قتل( {[6169]} ) من أدى الجزية( {[6170]} ) .


[6154]:- في ع2: آية في.
[6155]:- في ع3: يقتلوا.
[6156]:- في ق: يقاتلوكم.
[6157]:- في ع1، ع2، ح، ق: يعتدوا.
[6158]:- في ق، ع3: يقاتلوكم. وهو خطأ.
[6159]:- التوبة آية 36.
[6160]:- التوبة آية 5.
[6161]:- قوله تعالى: "وقاتلوا المشركين كافة" ساقط من ع3.
[6162]:- انظر: الإيضاح لناسخ القرآن: 130، ونواسخ القرآن 71-72.
[6163]:- نظر: المصدر السابق.
[6164]:- سقط من ح.
[6165]:- في ع3: تقاتلوا.
[6166]:- في ع2: شأنهم.
[6167]:- في ع2: مؤدي. وفي ع3: مؤدوا.
[6168]:- انظر: هذا التوجيه في جامع البيان 3/564، وتفسير القرطبي 2/348-349.
[6169]:- في ع3: قتلهم ولا.
[6170]:- انظر: هذا القول في جامع البيان 3/564، وأحكام ابن العربي 1/104-105.