محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَٱتَّقُواْ يَوۡمٗا تُرۡجَعُونَ فِيهِ إِلَى ٱللَّهِۖ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفۡسٖ مَّا كَسَبَتۡ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ} (281)

ثم قال تعالى يعظ عباده ويذكرهم زوال الدنيا وفناء ما فيها من الأموال وغيرها ، وإتيان الآخرة والرجوع إليه تعالى ، ومحاسبته تعالى خلقه على ما عملوا ، ومجازاته إياهم بما كسبوا من خير وشر ، ويحذرهم عقوبته ، فقال : { واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفّى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون 281 } .

{ واتقوا يوما } أي اخشوا عذاب يوم { ترجعون فيه إلى الله ثم توفّى كل نفس ما كسبت } ما عملت من خير أو شر .

قال المهايميّ : فإن استوفى الدائن حقه بالتضييق على المديون استوفى الله منه حقوقه بالتضييق . وإن سامحه فالله أولى بالمسامحة . والمديون ، إن لم يوف حق الدائن مع قدرته على / الأداء استوفى الله منه حقه . وأما من لا يقدر ، فيرجى أن يعفو الله عنه ، ويرضي خصمه بعوض من عنده { وهم لا يظلمون } لا ينقص من حسناتهم ولا يزاد على سيئاتهم .