فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَٱتَّقُواْ يَوۡمٗا تُرۡجَعُونَ فِيهِ إِلَى ٱللَّهِۖ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفۡسٖ مَّا كَسَبَتۡ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ} (281)

( واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ) هو يوم القيامة وتنكيره للتهويل ، وذهب قوم إلى أن هذا اليوم المذكور هو يوم الموت ، وذهب الجمهور إلى أنه يوم القيامة كما تقدم ، قرئ ترجعون بفتح التاء أي تصيرون فيه إلى الله ، وقرئ بضمها وفتح الجيم أي تردون فيه إليه .

( ثم توفى كل نفس ) من النفوس المكلفة ( ما كسبت ) أي جزاء ما كسبت يعني عملت من خير أو شر ( وهم لا يظلمون ) أي في ذلك اليوم ، والجملة حالية وجميع الضمير لأنه أنسب بحال الجزاء كما أن الإفراد أنسب بحال الكسب .

وهذه الآية فيها الموعظة الحسنة لجميع الناس ، وفيها وعيد شديد وزجر عظيم .

عن ابن عباس قال : آخر آية نزلت من القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآية ، وكان بين نزولها وبين موت النبي صلى الله عليه وسلم أحد وثمانون يوما .

وعن سعيد بن جبير أنه عاش النبي صلى الله عليه وسلم بعد نزولها تسع ليال ثم مات ، وقيل سبعا وقيل ثلاث ساعات ومات صلى الله عليه وسلم لليلتين خلتا من ربيع الأول في يوم الإثنين ، حين زاغت الشمس سنة إحدى عشرة من الهجرة ، قال الخفاجي : وكون هذه الآية آخر آية مذكور في كتب الحديث مصحح .