قوله تعالى : { تُرْجَعُونَ فِيهِ } : هذه الجملةُ في محلِّ نصبٍ صفةً للظرفِ . وقرأ أبو عمرو : " تَرْجِعُون " بفتح التاء مبنياً للفاعل ، والباقون مبنياً للمفعول . وقرأ الحسن : " يَرْجِعُون " بياء الغيبة على الالتفاتِ . قال ابن جني : " كأنَّ اللَّهَ تعالى رَفَقَ بالمؤمنين عن أَنْ يواجِهَهُم بذكرِ الرَّجْعَةِ إذ هي مِمَّا تتفطَّر لها القلوب فقال لهم : " واتقوا " ثم رَجَعَ في ذكرِ الرجعة إلى الغَيْبَةِ فقال : " يَرْجِعُون " .
قوله : { وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } جملةٌ حاليةٌ من " كلِّ نفس " وجُمِعَ اعتباراً بالمعنى ، وأعادَ الضميرَ عليها أولاً مفرداً في " كَسَبَتْ " اعتباراً باللفظِ ، وقُدِّمَ اعتبارُ اللفظ ، لأنه الأصلُ ، ولأنَّ اعتبارَ المعنى وَقَعَ رأسَ فاصلة فكان تأخيرُهُ أحْسَنَ .
قال أبو البقاء : " ويجوزُ أن يكونَ حالاً من الضمير في : " يُرْجَعُون " على القراءةِ بالياء ، ويجوزُ أن يكونَ حالاً منه أيضاً على القراءة بالتاء ، على أنه خروجٌ من الخطابِ إلى الغَيْبة كقوله تعالى : { حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم } [ يونس : 22 ] ، ولا ضرورةَ تَدْعُوا إلى ما ذكر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.