محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{يَعۡلَمُ مَا بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡ وَلَا يَشۡفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ٱرۡتَضَىٰ وَهُم مِّنۡ خَشۡيَتِهِۦ مُشۡفِقُونَ} (28)

{ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ } أي مما قدموا وأخروا . فهو المحيط بهم علما : { ولا يحيطون بشيء من علمه } فكيف يخرجون عن عبوديته ؟ { وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى } أي أن يشفع له ، مهابة منه تعالى .

قال المهايمي : كيف يخرجون عن عبوديته ولا يقدرون على أدنى وجوه معارضته . لأنهم لا يشفعون إلا لمن ارتضى . إذ الشفاعة لغير المرتضى نوع معارضة معه . وكيف يعارضونه { وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ } قهره { مُشْفِقُونَ } أي خائفون .

قال ابن كثير : وقوله : { ولا يشفعون إلا لمن ارتضى } كقوله { من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه } وقوله : { ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له } في آيات كثيرة في معنى ذلك .