محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{أَوَلَمۡ يَرَوۡاْ كَيۡفَ يُبۡدِئُ ٱللَّهُ ٱلۡخَلۡقَ ثُمَّ يُعِيدُهُۥٓۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٞ} (19)

{ أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ } إرشاد إلى إثبات المعاد الذي ينكرونه مع وضوح دليله ، وذلك بما يشاهدونه في أنفسهم من خلق الله إياهم بعد أن لم يكونوا شيئا مذكورا ، ثم وجدوا وصاروا أناسا سامعين مبصرين . فالذي بدأ هذا ، قادر على إعادته . فإنه سهل عليه ، يسير لديه . فقوله تعالى : { ثم يعيده } عطف على { أو لم يروا } لا على { يبدئ } بتأويل ( الإبداء ) بإبداء ما يشاهده ، كالنبات وأوراق الأشجار وغيرهما . والإعادة بإنشائه تعالى كل سنة ، مثل ما أنشأه في السنة السابقة من النبات والثمار وغيرهما . فإن ذلك مما يستدل به على صحة البعث ووقوعه من غير ريب . فيصح حينئذ العطف .

قال الشهاب : لكنه غير ملاق لما وقع في غير هذه الآية .

قال : وبهذا التقرير سقط ما قيل : إن أريد بالرؤية العلم فكلاهما معلوم . وإن أريد الإبصار فهما غير مرئيين . مع أنه يجوز أن يجعل ما أخبر به الله تعالى لتحققه ، كأنه مشاهد { إِنَّ ذَلِكَ } أي ما ذكره ، وهو الإعادة { عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ } .