ثم قال تعالى : { أو لم يروا كيف يبدي الله الخلق ثم يعيده } أي : ألم ير هؤلاء المنكرون للبعث كيف يبدئ الله خلق الإنسان من نطفة ، ثم من علقة ، ثم من مضغة ، ثم ينقله حالا بعد حال حتى أن يصير رجلا كاملا . فمن قدر على هذا فهو قادر على إعادة المخلوق بعد موته ، وذلك عليه هين لأن الإعادة عندكم أسهل من الابتداء ، إذ الابتداء كان على غير مثال والإعادة هي على مثال متقدم ، فذلك أسهل وأيسر فيما يعقلون .
وقيل : معناه : كيف يبدئ الله الثمار وأنواع النبات فتفنى بأكلها ورعيها وشدة الحر عليها ، ثم يعيدها ثانية أبدا أبدا ، وكيف يبدئ الله خلق الإنسان فيهلك ، ثم يحدث منه ولدا ، ثم يحدث للولد ولدا ، وكذلك سائر الحيوان يبدئ الله خلق الوالد ثم يعيد منه خلق الولد ، ويهلك الوالد ، وهكذا أبدا . . فاحتج الله عليهم بذلك لأنه أمر لا ينكرونه ، ويقرون به فمن قدر على ما تقرون قادر على إعادته بعد موته ، وذلك أهون عليه فيما تعقلون ، وكل هين عليه{[54428]} ، ومعنى : { يروا } : يعلموا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.