الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{أَوَلَمۡ يَرَوۡاْ كَيۡفَ يُبۡدِئُ ٱللَّهُ ٱلۡخَلۡقَ ثُمَّ يُعِيدُهُۥٓۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٞ} (19)

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله { كيف يُبْدِئ الله الخلق ثم يعيده } قال : يبعثه . وفي قوله { فانظروا كيف بدأ الخلق } قال : خلق السموات والأرض { ثم الله ينشئ النشأة الآخرة } قال : البعث بعد الموت . وفي قوله { فما كان جواب قومه } قال : قوم إبراهيم . وفي قوله { فأنجاه الله من النار } قال : قال كعب ما أحرقت النار منه إلا وثاقه . وفي قوله { قال إنما اتخذتم من دون الله أوثاناً مودة بينكم في الحياة الدنيا } قال : اتخذوها لثوابها في الحياة الدنيا { ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضاً } قال : صارت كل خلة في الدنيا عداوة على أهلها يوم القيامة إلا خلة المتقين . وفي قوله { فآمن له لوط } قال : فصدقة لوط { وقال إني مهاجر إلى ربي } قال : هاجرا جميعاً من كوثي : وهي من سواد الكوفة إلى الشام . وفي قوله { وآتيناه أجره في الدنيا } قال : عافية وعملاً صالحاً وثناء حسناً ، فلست تلقى أحداً من أهل الملل إلا يرضى إبراهيم يتولاه .

وأخرج عبد بن حميد عن عاصم بن أبي النجود رضي الله عنه أنه قرأ « وتخلقون إفكا » خفيفتين وقرأ « أوثانا مودة » منصوبة منونة « بينكم » نصب .

وأخرج ابن أبي شيبة عن جبلة بن سحيم قال : سألت ابن عمر رضي الله عنهما عن صلاة المريض على العود قال : لا آمركم أن تتخذوا من دون الله أوثاناً . إن استطعت أن تصلي قائماً ، وإلا فقاعداً ، وإلا فمضطجعاً .