محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{لَّا يَسَّمَّعُونَ إِلَى ٱلۡمَلَإِ ٱلۡأَعۡلَىٰ وَيُقۡذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٖ} (8)

{ لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى } قرئ بالتخفيف والتشديد . وأصله ( يتسمعون ) أي يتطلبون السماع . والضمير لكل شيطان . لأنه في معنى الشياطين ، والجملة مستأنفة لبيان ما عليه حال المسترقة للسمع من أنهم لا يقدرون أن يسمعوا إلى كلام الملائكة الخ . أو هي علة للحفظ . أي لئلا يسمعوا . فحذفت اللام ثم ( أن ) وأهدر عملها . وضعفوه بلزوم اجتماع حذفين ، وهو منكر . كما ذكروه في قوله تعالى {[6347]} { يبين الله لكم أن تضلوا } أي لئلا / تضلوا ، وقد يقال : إنما ينكر حذف شيئين فيما يخلّ بانسجام الكلام . أما في تقدير أمر له نظائر ، ومرجعه إلى تحليل معنى ، لا يأباه اللفظ - فلا وجه للتعصب في رده ، لمجرد أن الكوفيين ، مثلا ، ذهبوا إليه أو غيرهم . وشاهد المعنى أعدل من حكم القواعد وتحكيمها { ويقذفون } أي يرمون { من كل جانب } أي من جميع جوانب السماء ، إذا قصدوا الصعود إليها .


[6347]:[4/ النساء / 176].