والضمير في قوله { لا يسمعون } لكل شيطان لأنه في معنى الجمع . والتسمع تكلف السماع سمع أو لم سمع وقد ضمن معنى الإصغاء فلذلك عدّي بإلى . وقيل : معنى سمعت إليه صرفت إلى جهته سمعي . قال جار الله : هذه الجملة لا يصح أن تكون صفة لأن الحفظ من شياطين غير سامعين أو مستمعين لا معنى له ، ولا يصح أن يكون استئنافاً لأن سائلاً لو سأل : لم يحفظ من الشياطين ؟ فأجيب بأنهم لا يسمعون . لم يستقم فبقي أن يكون كلاماً منقطعاً مبتدأ به لاقتصاص حال المسترقة للسمع . قلت : لو كان صفة باعتبار ما يؤول إليه حالهم جاز ، وكذا إن كان مستأنفاً كأنه قيل : لم يحفظ فأجيب لأنهم يؤولون إلى كذا . ومن هنا زعم بعضهم أن أصله لئلا يسمعوا لهم فحذفت اللام ثم " أن " وأهدر عملها كما في قول القائل :
*** ألا أيهذا الزاجري أحضر الوغى ***
ورد عليه في الكشاف أن حذف اللام في قولك " جئتك أن تكرمني " وحذف " أن " في قول الشاعر جائز ، فأما اجتماعهما فمنكر من المنكرات . قلت : إن القرآن حجة على غيره مع أن قول الشاعر أيضاً لا يصح إلا بتقدير اللام أو " من " مع " أن " . والملأ الأعلى الملائكة لأنهم يسكنون السموات . وعن ابن عباس : أراد أشراف الملائكة . وعنه : الكتبة من الملائكة . والقذف الرمي بحجر تقول : قذفته بحجر أي رميت إليه حجراً . وقوله { من كل جانب } أي مرة من هذا الجانب ومرة من هذا الجانب . وقيل : من كل الجوانب .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.