السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{لَّا يَسَّمَّعُونَ إِلَى ٱلۡمَلَإِ ٱلۡأَعۡلَىٰ وَيُقۡذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٖ} (8)

ولما تشوف السامع إلى معرفة هذا الحفظ وثمرته وبيان كيفيته استأنف قوله تعالى : { لا يسمعون } أي : الشياطين المفهومون من كل شيطان { إلى الملأ الأعلى } أي : الملائكة أو أشرافهم في السماء ، وعدى السماع بإلى لتضمنه معنى الإصغاء مبالغة لنفيه وتهويلاً لما يمنعهم عنه ، ويدل عليه قراءة حمزة والكسائي وحفص بفتح السين وتشديدها وتشديد الميم من التسمع وهو طلب السماع ، وقرأ الباقون بسكون السين وتخفيف الميم { ويقذفون } أي : الشياطين يرمون بالشهب { من كل جانب } أي : من آفاق السماء .