محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمۡ وَيَهۡدِيَكُمۡ سُنَنَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ وَيَتُوبَ عَلَيۡكُمۡۗ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٞ} (26)

( يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليم حكيم26 ) .

( يريد الله ) أي في تحريم ما حرم من النساء وتحليل ما أحل بالشرائط ( ليبين / لكم ) أي شرائعه ( ويهديكم سنن الذين من قبلكم ) أي يرشدكم إلى طرائق من تقدم من أهل الكتاب في تحريم ما حرمه ، لتتأسوا بهم في اتباع شرائعه التي يحبها ويرضاها . وفي الآية دليل على أن كل ما بين تحريمه لنا من النساء ، في الآيات المتقدمة ، فقد كان الحكم كذلك في الملة السابقة .

وقد قرأت في سفر الأحبار اللاويين ، من التوراة ، في ( الفصل الثامن عشر ) ما يؤيد ذلك . عدا ما رفعه تعالى عنا من ذلك مما فيه حرج ( ويتوب عليكم ) أي يتجاوز عنكم ما كان منكم في الجاهلية ، أو يرجع بكم عن معصيته التي كنتم عليها إلى طاعته ( والله عليم ) أي فيما شرع لكم من الأحكام ( حكيم ) مراع في جميع قضائه الحكمة .