فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمۡ وَيَهۡدِيَكُمۡ سُنَنَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ وَيَتُوبَ عَلَيۡكُمۡۗ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٞ} (26)

{ يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليم حكيم ( 26 ) والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما ( 27 ) يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا ( 28 ) }

{ يريد الله ليبين لكم } استئناف مسوق لتقرير ما سبق من الأحكام وبيان كونها جارية على مناهج المهتدين من الأنبياء والصالحين ، واللازم هنا لام كي التي تعاقب أن ، ومنه { يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم } { وأمرت لأعدل بينكم وأمرنا لنسلم لرب العالمين } وهذا مذهب الكوفيين ، وخطأ الزجاج هذا القول .

وقيل اللام زائدة لتأكيد معنى الاستقبال أو لتأكيد إرادة التبيين ، وبه قال الزمخشري والسمين ومعنى الآية يريد الله أن يبين لكم مصالح دينكم وما يحل لكم وما يحرم عليكم ، وقيل يبين لكم ما يقربكم منه ، وقيل يبين أن الصبر عن نكاح الأمة خير لكم .

{ ويهديكم سنن الذين من قبلكم } أي طرقهم في تحريم الأمهات والبنات والأخوات فإنها كانت محرمة على من قبلكم وهم الأنبياء وأتباعهم لتقتدوا بهم { و } يريد أن { يتوب عليكم } يرجع بكم عن معصيته التي كنتم عليها إلى طاعته فتوبوا إليه وتلافوا ما فرط منكم بالتوبة يغفر لكم ذنوبكم { والله عليم } بمصالح عباده في أمر دينهم ودنياهم { حكيم } فيما دبر أمورهم .