قوله : { يُرِيدُ الله لِيُبَيّنَ لَكُمْ } اللام هنا هي لام كي التي تعاقب : أن . قال الفراء : العرب تعاقب بين لام كي وأن ، فتأتي باللام التي على معنى كي في موضع أن في أردت ، وأمرت ، فيقولون أردت أن تفعل ، وأردت لتفعل ، ومنه : { يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ الله بأفواههم } [ الصف : 8 ] { وَأُمِرْتُ لأعْدِلَ بَيْنَكُمُ } [ الشورى : 15 ] { وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبّ العالمين } [ الأنعام : 71 ] ومنه :
أريد لأنسى ذكرها فكأنما *** تمثل لي ليلى بكل سبيل
وحكى الزجاج هذا القول وقال : لو كانت اللام بمعنى أن لدخلت عليها لام أخرى ، كما تقول : جئت كي تكرمني ، ثم تقول : جئت لكي تكرمني ، وأنشد :
أردت لكيما يعلم الناس أنها *** سراويل قيس والوفود شهود
وقيل اللام زائدة لتأكيد معنى الاستقبال ، أو لتأكيد إرادة التبيين ، ومفعول يبين محذوف ، أي : ليبين لكم ما خفي عليكم من الخير ، وقيل : مفعول يريد محذوف ، أي : يريد الله هذا ليبين لكم ، وبه قال البصريون ، وهو مرويّ ، عن سيبويه . وقيل : اللام بنفسها ناصبة للفعل من غير إضمار أن ، وهي وما بعدها مفعول للفعل المتقدّم ، وهو مثل قول الفراء السابق . وقال بعض البصريين : إن قوله : { يُرِيدُ } مؤول بالمصدر مرفوع بالابتداء مثل : تسمع بالمعيدي خير من أن تراه . ومعنى الآية : يريد الله ليبين لكم مصالح دينكم ، وما يحلّ لكم ، وما يحرم عليكم : { وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الذين مِن قَبْلِكُمْ } أي : طرقهم ، وهم الأنبياء ، وأتباعهم لتقتدوا بهم : { وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ } أي : ويريد أن يتوب عليكم فتوبوا إليه ، وتلافوا ما فرط منكم بالتوبة يغفر لكم ذنوبكم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.