بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمۡ وَيَهۡدِيَكُمۡ سُنَنَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ وَيَتُوبَ عَلَيۡكُمۡۗ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٞ} (26)

{ يُرِيدُ الله لِيُبَيّنَ لَكُمْ } أي بيّن لكم أن الصبر خير لكم من نكاح الإماء ، ويقال : يبين لكم إباحة نكاح الأمة عند العذر . ثم قال تعالى : { وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الذين مِن قَبْلِكُمْ } أي شرائع الذين من قبلكم بأنه لم يحل لهم تزوج الإماء ، وقد أحل لكم ذلك . وقال مقاتل : { يُرِيدُ الله لِيُبَيّنَ لَكُمْ } حكم حلاله وحرامه من النساء ، { وَيَهْدِيَكُمْ } أي يبين لكم شرائع من كان قبلكم . { وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ } أي يتجاوز عنكم ما كان منكم قبل التحريم { والله عَلِيمٌ } بمن فعله منكم بعد التحريم { حَكِيمٌ } فيما نهاكم عن نكاح الإماء إن لم يجد طولاً . والنهي نهي استحباب لا نهي وجوب . ويقال : إن هذا ابتداء القصة ، { يريد الله أن يبين لكم } كيفية طاعته { وَيَهْدِيَكُمْ } يعني يعرفكم { سنن الذين من قبلكم } ، يعني أنهم لما تركوا أمري فكيف عاقبتهم ؟ وأنتم إذا فعلتم ذلك لا أعاقبكم ، ولكني أتوب عليكم { والله عَلِيمٌ } بمن تاب { حَكِيمٌ } حكم بقبول التوبة .