الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ قَالُواْ لِلَّذِينَ كَرِهُواْ مَا نَزَّلَ ٱللَّهُ سَنُطِيعُكُمۡ فِي بَعۡضِ ٱلۡأَمۡرِۖ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ إِسۡرَارَهُمۡ} (26)

ثم قال : { ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله سنطيعكم في بعض الأمر } [ 27 ] .

أي : ذلك الإضلال من الله لهم بأنهم قالوا لليهود سنطيعكم في التظافر والمعونة على عداوة محمد .

قال قتادة وغيره : المنافقون ظاهروا اليهود على عداوة النبي صلى الله عليه وسلم فاليهود كرهوا ما نزل الله لأنهم حسدوا محمد صلى الله عليه وسلم{[63628]} إذ بعث الله{[63629]} نبيا من غير ولد يعقوب ، وقد أعملهم{[63630]} الله في التوراة أنه يبعث نبيا من ولد أبيهم – يعني إبراهيم – فتأولوا أن الأب يعقوب فكفروا على تأويل منهم وحسد وبغي ، وكرهوا نزول القرآن بنبوءة{[63631]} محمد صلى الله عليه وسلم ، فالمنافقون هم القائلون لليهود : { سنطيعكم في بعض الأمر } أي : في النصر على محمد .

ثم قال : { والله يعلم أسرارهم } أي : يعلم ما يسر الفريقان{[63632]} من عداوة المؤمنين لا يخفى عليه شيء ، ومعنى { كرهوا ما نزل الله } أي{[63633]} : كرهوا الفرائض التي أنزلها الله في كتابه : يعني : اليهود عليهم اللعنة .


[63628]:ساقط من ع.
[63629]:ساقط من ع.
[63630]:ع : "علمهم" وهو تحريف.
[63631]:ع: "بسورة".
[63632]:ع : "الفريقين".
[63633]:ساقط من ع.