تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ قَالُواْ لِلَّذِينَ كَرِهُواْ مَا نَزَّلَ ٱللَّهُ سَنُطِيعُكُمۡ فِي بَعۡضِ ٱلۡأَمۡرِۖ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ إِسۡرَارَهُمۡ} (26)

الآية 26 وقوله تعالى : { ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزّل الله سنُطيعكم في بعض الأمر } قوله : { ذلك بأنهم } راجع إلى قوله : { الشيطان سوّل لهم } فإذا احتمل ذلك الوجهين فلا نُفسّره أنه إلى ماذا يرجع .

ثم قال بعضهم : { للذين كرهوا ما نزّل الله } هم المنافقون ، قالوا لليهود : سنطيعكم في تكذيب محمد والمُظاهرة عليه .

وقال بعضهم : هم اليهود ظاهروا سائر الكفرة على محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم .

ثم كراهة نزول ما أنزل الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم كانت{[19464]} من اليهود وجميع الكفرة لقوله تعالى : { ما يودّ الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن يُنزَّل عليكم من خير من ربكم } [ البقرة : 105 ] والله أعلم .

وقوله تعالى : { والله يعلم إسرارهم } هذا يدلّ على أنه لا يُفسَّر قوله : { ذلك بأنهم قالوا } ولا يُشار على أنه أراد كذا ، ورجع إلى كذا ، لما أخبر الله تعالى أنه هو العالم بما أسرّوا ، ولم يبيّن ذلك ، والله أعلم .


[19464]:في الأصل وم: كان.