والإشارة بقوله : { ذلك } إلى ما تقدّم من ارتدادهم ، وهو مبتدأ وخبره { بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لِلَّذِينَ كَرِهُواْ مَا نَزَّلَ الله } أي بسبب أن هؤلاء المنافقين الذين ارتدّوا على أدبارهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله ، وهم المشركون { سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الأمر } وهذا البعض هو عداوة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومخالفة ما جاء به . وقيل المعنى : إن المنافقين قالوا لليهود : سنطيعكم في بعض الأمر ، وقيل : إن القائلين اليهود ، والذين كرهوا ما أنزل الله : المنافقون ، وقيل : إن الإشارة بقوله : { ذلك } إلى الإملاء ، وقيل : إلى التسويل ، والأوّل أولى . ويؤيد كون القائلين : المنافقين والكارهين : اليهود قوله تعالى : { أَلَمْ تَرَ إِلَى الذين نَافَقُواْ يَقُولُونَ لإِخْوَانِهِمُ الذين كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الكتاب لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلاَ نُطِيعُ فيكُمْ أَحَداً أَبَداً وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ } [ الحشر : 11 ] ولما كان قولهم المذكور للذين كرهوا ما أنزل الله بطريقة السرّ بينهم . قال الله سبحانه : { والله يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ } قرأ الجمهور بفتح الهمزة جمع سرّ ، واختار هذه القراءة أبو عبيد ، وأبو حاتم . وقرأ الكوفيون وحمزة والكسائي وحفص عن عاصم وابن وثاب والأعمش بكسر الهمزة على المصدر ، أي إخفاءهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.