النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ قَالُواْ لِلَّذِينَ كَرِهُواْ مَا نَزَّلَ ٱللَّهُ سَنُطِيعُكُمۡ فِي بَعۡضِ ٱلۡأَمۡرِۖ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ إِسۡرَارَهُمۡ} (26)

{ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعكُمْ فِي بَعْضِ الأمْرِ } وفي قائل ذلك قولان :

أحدهما : أنهم اليهود قالوا للمنافقين سنطيعكم في بعض الأمر . وفيما أرادوا بذلك وجهان :

أحدهما : سنطيعكم في ألا نصدق بشيء ، من مقالته ، قاله الضحاك .

الثاني : سنطيعكم في كتم ما علمناه من نبوته ، قاله ابن جريج .

القول الثاني : أنهم المنافقون قالوا لليهود سنطيعكم في بعض الأمر ، وفيما أرادوه بذلك ثلاثة أوجه :

أحدهما : سنطيعكم في غير القتال من بغض محمد صلى الله عليه وسلم والقعود عن نصرته ، قاله السدي .

الثاني : سنطيعكم في الميل إليكم والمظاهر على رسول الله صلى الله عليه وسلم .

الثالث : سنطيعكم في الارتداد بعد الإيمان .

{ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ } يحتمل وجهين :

أحدهما : ما أسر بعضهم إلى بعض من هذا القول .

الثاني : ما أسروه في أنفسهم من هذا الاعتقاد .