فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ قَالُواْ لِلَّذِينَ كَرِهُواْ مَا نَزَّلَ ٱللَّهُ سَنُطِيعُكُمۡ فِي بَعۡضِ ٱلۡأَمۡرِۖ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ إِسۡرَارَهُمۡ} (26)

{ ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله سنطيعكم في بعض الأمر والله يعلم إسرارهم( 26 ) } .

وإنما كان ارتدادهم وانقلابهم على أعقابهم من أجل قولهم للكارهين نزول القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم – حسدا- سنكون معكم ونتبعكم- يسرون بالتناجي بالإثم والعدوان ومناوأة الرسول- والله يعلم سرهم ونجواهم ويعلم كل معلوم سواء ظهر أو اختفى ؛ ولقد عجّب الكتاب الكريم من غدر المنافقين وهتك تحالفهم خفية مع اليهود الغادرين : { ألم ترى إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم أحدا أبدا وإن قوتلتم لننصرنكم والله يشهد إنهم لكاذبون . لئن أخرجوا لا يخرجون معهم ولئن قوتلوا لا ينصرونهم ولئن نصروهم ليولن الأدبار ثم لا ينصرون }{[4849]} .


[4849]:سورة الحشر، الآيتان: 11، 12.