السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ قَالُواْ لِلَّذِينَ كَرِهُواْ مَا نَزَّلَ ٱللَّهُ سَنُطِيعُكُمۡ فِي بَعۡضِ ٱلۡأَمۡرِۖ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ إِسۡرَارَهُمۡ} (26)

{ ذلك } أي : إضلالهم { بأنهم } أي : بسبب أنهم { قالوا } أي : المنافقون { للذين كرهوا } أي : وهم المشركون { ما } أي : جميع ما { نزل الله } أي : الملك الأعظم على التدريج بحسب الوقائع ، تنزيلاً في إعجاز الخلق في بلاغة التركيب مع فصاحة المفردات وجزالتها ، مع السهولة في النطق ، والعذوبة في السمع ، والملاءمة للطبع { سنطيعكم في بعض الأمر } أي : أمر المعاونة على عداوة النبي صلى الله عليه وسلم وتثبيط الناس عن الجهاد معه قالوا ذلك سراً ، فأظهره الله تعالى ، { والله } أي : قالوا ذلك والحال أن الملك الأعظم المحيط بكل شيء علما وقدرة { يعلم } أي : على ممر الأوقات { أسرارهم } أي : كلها ؛ هذا الذي أفشاه عليهم ، وغيره مما في ضمائرهم مما لم يبرز على ألسنتهم ولعلهم لم يعلموه فضلاً عن أقوالهم التي تحدثت بها أنفسهم فبان بذلك أنه لا أديان لهم ولا عقول ولا مروءات . وقرأ حمزة والكسائي وحفص بكسر الهمزة مصدراً والباقون بفتحها جمع سر .