محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَلِمَنۡ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِۦ جَنَّتَانِ} (46)

{ ولمن خاف مقام ربه } أي قيامه عند ربه للحساب ، فأطاعه بأداء فرائضه ، واجتناب معاصيه . فإضافته للرب لأنه عنده ، فهو كقول العرب : ناقة رقود الحلب ، أي رقود عند الحلب . أو موقفه الذي يقف فيه العباد للحساب ، فإضافته للرب لامية لاختصاص الملك يومئذ به تعالى . أو هو كناية عن خوف الرب ، وإثبات خوفه له بطريق برهانيّ بليغ ، لأن من حصل له الخوف من مكان أحد ، يهابه وإن لم يكن فيه ، فخوفه منه بالطريق الأولى . وهذا كما يقول المترسلون : المقام العالي ، والمجلس السامي { جنتان } أي جنة لمن أطاع من الإنس ، وجنة لمن أطاع من الجن . أو هو كناية عن مضاعفة الثواب ، وإيثار التثنية للفاصلة { فبأي آلاء ربكما تكذبان } أي بإثابته المحسن ما وصف