محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{قُلۡ إِنِّي نُهِيتُ أَنۡ أَعۡبُدَ ٱلَّذِينَ تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِۚ قُل لَّآ أَتَّبِعُ أَهۡوَآءَكُمۡ قَدۡ ضَلَلۡتُ إِذٗا وَمَآ أَنَا۠ مِنَ ٱلۡمُهۡتَدِينَ} (56)

[ 56 ] { قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله قل لا أتبع أهواءكم قد ضللت إذا وما أنا من المهتدين ( 56 ) } .

{ قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله } أي : تعبدونه أو تسمونه آلهة . ثم كرر الأمر تأكيدا لقطع أطماعهم بقوله تعالى : { قل لا أتبع أهواءكم } أي : في عبادة الأصنام ، وطرد من ذكر .

ثم قال البيضاوي : هو إشارة إلى الموجب للنهي . وعلة الامتناع عن متابعتهم ، واستجهال لهم ، وبيان لمبدأ ضلالهم ، أن ما هم عليه هوى ، وليس بهدى . وتنبيه لمن تحرى الحق على أن يتبع الحجة ولا يقلد . انتهى .

/ { قد ضللت إذا } أي : إن اتبعت أهواءكم ، لمخالفة الأمر الإلهي والعقل جميعا . { وما أنا من المهتدين } أي : للحق إن اتبعت ما ذكر . وفيه تعريض بأنهم كذلك .