الآية 56 وقوله تعالى : { قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله } معناه ، والله أعلم : إني نهيت بما أكرمت من العقل واللب إن أعبد الذين تعبدون من دون الله ، أو يقول : إني نهيت بما أكرمت من الوحي والرسالة { أن أعبد الذين تدعون من دون الله } .
[ وقوله تعالى ]{[7150]} { قل لا أتبع أهواءكم قد ضللت إذا وما أنا من المهتدين } ثم أخبر أن ما يعبدون هم من دون الله إنما يعبدون اتباعا لهوى أنفسهم ، وإنما يعبد هو ليس يتبع هوى نفسه ، وإنما يتبع الحجة والسمع وما يستحسنه العقل .
ألا ترى أنه قال : { على بينة من ربي } ؟ [ الأنعام : 57 ] أي على حجة من ربي ؛ يخبر أن ما يعبد هو{[7151]} أن يعبد اتباعا للحجة والعقل ، وما يعبدون اتباعا لهوى أنفسهم . وما يتبع بالهوى : يجوز أن يترك{[7152]} اتباعه ، ويتبع غيره لما تهوى النفس{[7153]} هذا ، ولا تهوى الأول . وأما ما يتبع بالحجة والسمع وما يستحسنه{[7154]} العقل فإنه لا يجوز أن يترك اتباعه ، ويتبع غيره .
وفيه تعرض لسفيههم لأنه قال : { قل لا أتبع أهواءكم قد ضللت إذا وما أنا من المهتدين } أي لو اتبعت أهواءكم لضللت إذن ، وأنتم ، إذا اتبعتم أهواءكم لعبادتكم غير الله ، ضلال ، ولستم بالمهتدين ، فهو عرض{[7155]} التسفيه لهم والشتم منه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.