قوله تعالى : { قُلْ إِنِّي نُهِِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ قُلْ لاَّ أَتَّبِعُ أَهْوَاءَكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذاً وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ } " أن أعبد " في محل " أن " الخلاف المشهور ، إذ هي على حذف حرفٍ ، تقديره : نهيت عن أن أعْبُدَ الذين تدعون من دون الله قل : لا أتَّبعُ أهْوَاءَكُمْ في عِبَادَةِ الأوْثانِ ، وطرْدِ الفقراء .
قوله : " قَدْ ضَلَلْتُ إذَنْ " " إذن " حرف جواب وجزاء ، ولا عمل لها هنا لعدم فعل تعمل فيه ، والمعنى : " إن اتبعت أهْواءكم ضللت وما اهتديت " فهي في قُوَّة شرط وجزاء .
وقرأ{[14052]} الجمهور " ضَلَلْت " بفتح " اللام " الأولى .
وقرأ{[14053]} أبو عبد الرحمان ، ويحيى ، وطلحة : بكسرها وقد تقدَّم أنها لغة .
وقل صاحب " التحرير " عن يحيى ، وابن أبي ليلى أنهما قرءا هنا وفي " ألم السجدة " : " أإذا صَلَلْنَا " [ السجدة :10 ] بصاد غير معجمة يقال : صل اللَّحم أي : أنْتَنَ ، وهذا له بَعْضُ مُناسبةٍ في آية " السجدة " ، وأما هنا فمعناه بعيد أو ممتنع .
وروى العباس عن ابن مجاهد{[14054]} في " الشواذ " له : " صُلِلْنَا في الأرْضِ " ، أي : دُفِنَّا في الصِّلَّة ، وهي [ الأرضُ ] الصّلْبَةُ .
وقوله : " ومَا أنَا مِن المُهتدينَ " تأكيد لقوله : " قَدْ ضَلَلْتُ " وأتى بالأولى جملة فعلية لِتَدُلَّ على تَجَدُّدِ الفعل وحدوثه ، وبالثانية اسمية لتدل على الثبوت . والمعنى " وما أنا من المهتدين ، يعني إن فعلت ذلك ، فقد تركت سبيل الحقّ ، وسلكت غير سبيل الهدى " .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.