محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{قُلۡ إِنِّي عَلَىٰ بَيِّنَةٖ مِّن رَّبِّي وَكَذَّبۡتُم بِهِۦۚ مَا عِندِي مَا تَسۡتَعۡجِلُونَ بِهِۦٓۚ إِنِ ٱلۡحُكۡمُ إِلَّا لِلَّهِۖ يَقُصُّ ٱلۡحَقَّۖ وَهُوَ خَيۡرُ ٱلۡفَٰصِلِينَ} (57)

[ 57 ] { قل إني على بينة من ربي وكذبتم به ما عندي ما تستعجلون به إن الحكم إلا لله يقص الحق وهو خير الفاصلين ( 57 ) } .

{ قل إني على بينة من ربي } أي : على بصيرة من شريعة الله التي أوحاها إلي ، لا يمكن التشكيك فيها { وكذبتم به } استئناف أو حال ، والضمير للبينة . والتذكير باعتبار المعنى المراد . أعني : الوحي ، أو القرآن ، أو نحوهما . { ما عندي ما تستعجلون به } أي ؛ من العذاب .

قال أبو السعود : استئناف مبين لخطئهم في شأن ما جعلوه منشأ لتكذيبهم بالبينة ، وهو عدم مجيء ما وعد فيها من العذاب الذي كانوا يستعجلونه بقولهم : { متى هذا الوعد إن كنتم صادقين }{[3480]} ؟ . وقال : { أحكمت آياته ثم فصلت }{[3481]} ، وقال : { نفصل الآيات }{[3482]} . انتهى .

قال الشهاب : معنى ( يقصه ) أي يبينه بيانا شافيا ، وهو عين القضاء .


[3480]:- [86/ الطارق/ 13].
[3481]:- [11/ هود/ 1] ونصها: {الر كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير (1)}.
[3482]:- [7/ الأعراف/ 32] ونصها: {قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة كذلك نفصل الآيات لقوم يعلمون (32)}.