قوله : { قُلْ إِنّي نُهِيتُ } أمره الله سبحانه أن يعود إلى مخاطبة الكفار ، ويخبرهم بأنه نهى عن عبادة ما يدعونه ويعبدونه من دون الله ، أي : نهاه الله عن ذلك وصرفه وزجره ، ثم أمره سبحانه بأن يقول لهم : { لاَّ أَتَّبِعُ أَهْوَاءكُمْ } أي لا أسلك المسلك الذي سلكتموه في دينكم ، من اتباع الأهواء والمشي على ما توجبه المقاصد الفاسدة التي يتسبب عنها الوقوع في الضلال . قوله : { قَدْ ضَلَلْتُ إِذاً } أي اتبعت أهواءكم فيما طلبتموه من عبادة معبوداتكم ، وطرد من أردتم طرده { وَمَا أَنَاْ مِنَ المهتدين } إن فعلت ذلك ، وهذه الجملة الإسمية معطوفة على الجملة التي قبلها ، والمجيء بها اسمية عقب تلك الفعلية للدلالة على الدوام والثبات ، وقرئ { ضَلَلْتُ } بفتح اللام وكسرها وهما لغتان . قال أبو عمرو : ضللت بكسر اللام لغة تميم ، وهي قراءة ابن وثاب وطلحة بن مصرف ، والأولى هي الأصح والأفصح ؛ لأنها لغة أهل الحجاز ، وهي قراءة الجمهور . قال الجوهري : والضلال والضلالة ضدّ الرشاد ، وقد ضللت أضلّ ، قال الله تعالى : { قُلْ إِن ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ على نَفْسِي } قال فهذه : يعني المفتوحة لغة نجد وهي الفصيحة ، وأهل العالية يقول : «ضللت » بالكسر أضلّ انتهى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.