محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{ذَٰلِكَ ٱلۡيَوۡمُ ٱلۡحَقُّۖ فَمَن شَآءَ ٱتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِۦ مَـَٔابًا} (39)

وقوله تعالى { لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا } أي لا يتكلمون في الشفاعة ، كقوله {[7329]} { يوم يأت لا تلكم نفس إلا بإذنه } .

قال الزمخشري هما شريطتان أن يكون المتكلم منهم مأذونا له في الكلام وأن يتكلم بالصواب فلا يشفع لغير مرتضى لقوله تعالى {[7330]} { ولا يشفعون إلا لمن ارتضى } .

{ ذلك اليوم الحق } أي الواقع الذي لا يمكن إنكاره { الحق } صفة أو خبر { فمن شاء اتخذ إلى ربه مئابا } قال ابن جرير{[7331]} أي فمن شاء اتخذ بالتصديق بهذا اليوم الحق والاستعداد له والعمل بما فيه النجاة له من أهواله مرجعا حسنا يؤوب إليه .


[7329]:2/البقرة/ 255.
[7330]:11/ هود/ 105.
[7331]:انظر الصفحة رقم 25 من الجزء الثلاثين (طبعة الحلبي الثانية).