فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{ذَٰلِكَ ٱلۡيَوۡمُ ٱلۡحَقُّۖ فَمَن شَآءَ ٱتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِۦ مَـَٔابًا} (39)

والإشارة بقوله : { ذلك } إلى يوم قيامهم على تلك الصفة وهو مبتدأ وخبره { اليوم الحق } أي الكائن الواقع المتحقق الثابت وقوعه { فمن شاء اتخذ إلى ربه مآبا } أي مرجعا إليه بالعمل الصالح لأنه إذا عمل خيرا قربه إلى الله ، وإذا عمل شرا باعده منه ، قال قتادة مآبا سبيلا .

قال أبو السعود : الفاء فصيحة تفصح عن شرط محذوف ومفعول المشيئة محذوف ، وقوله : { إلى ربه } أي إلى ثوابه ، وهو متعلق بمآبا كأنه قيل وإذا كان الأمر كما ذكر من تحقق اليوم المذكور لا محالة فمن شاء أن يتخذ مرجعا إلى ثواب ربه الذي ذكر شأنه العظيم فعل ذلك بالإيمان والطاعة ، وتعلق الجار به لما فيه من معنى الإفضاء والإيصال انتهى .