الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{ذَٰلِكَ ٱلۡيَوۡمُ ٱلۡحَقُّۖ فَمَن شَآءَ ٱتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِۦ مَـَٔابًا} (39)

أي : يوم يقوم فيه الروح والملائكة صفا هو يوم حق إتيانه لا شك فيه {[73327]} .

- ثم قال تعالى : ( فمن شاء اتخذ إلى ربه {[73328]} مئابا )

أي : فمن شاء في الدنيا اتخذ بالعمل {[73329]} الصالح والإيمان إلى به في ذلك اليوم مرجعا ومنجى وسبيلا ) وطريقا إلى رحمته {[73330]} . وفي الكلام معنى التهدد والوعيد ، أي : من لم يفعل ذلك فسيرى ما يحل به ) {[73331]} غدا .


[73327]:- انظر جامع البيان 30/25 وفيه: "إنه حق كائن، لا شك فيه".
[73328]:- ث: الى به.
[73329]:- ث: فالعمل.
[73330]:- جمع مكي –في معنى المآب- بين قول قتادة: "{... مآبا}: "سبيلا"، وقول سفيان... "مرجعا". جامع البيان 30/25، وقد قال بقول سفيان الزجاج في معانيه 5/275. وأما قوله "منجى" فلم أجده في معنى المآب. وإنما قاله الطبري في تفسير "المفاز" انظر جامع البيان 30/17 ونقله مكي عنه ص: 436. والأصل في المآب: الرجوع. انظر اللسان (أوب) وفيه : "آبَ إلى الشيء: رجع، يؤوب أَوْباً وإياباً وأَوْبَةً.. " قال الراغب: "والمآب مصدر منه واسم الزمان والمكان" المفردات: 25 (أوب). ولعل مكيا ذكر المنجى في معنى المآب اعتبارا بما يؤول إليه اللفظ.
[73331]:- ما بين قوسين (وطريقا – يحل به) ساقط من أ.