محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{ثُمَّ رَدَدۡنَٰهُ أَسۡفَلَ سَٰفِلِينَ} (5)

{ ثم رددناه أسفل سافلين } أي جعلناه أسفل من سفل وهم أصحاب النار لعدم جريانه على موجب ما خلقناه عليه من الصفات التي لو عمل بمقتضاها لكان في أعلى عليين ، ف ( رد ) بمعنى جعل التي تنصب مفعولين ، قال الشهاب و { السافلين } العصاة وغيرهم ، وأسفل سافلين للمتعدد المتفاوت ، و ( ثم ) للتراخي الزماني ، أو هو رتبي وجوز نصب ( أسفل ) بنزع الخافض صفة لمحذوف أي إلى مكان أسفل سافلين ، أي محل النار أو النار بمعنى جهنم ، وهذا ما قاله مجاهد حيث قال : ( في النار ) ، وفي رواية : ( إلى النار ) ، والسافلين على هذا الأمكنة السافلة ، وهي دركاتها ، وجمعها للعقلاء للفاصلة أو للتنزيل منزلة العقلاء كذا قالوا ، ولو أريد بهم أهل النار والدركات لأنهم أسفل السفل كالأول ، لكان أولى .