محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{ٱلَّذِيٓ أَنقَضَ ظَهۡرَكَ} (3)

{ ووضعنا عنك وزرك الذي أنقض ظهرك } قال الشهاب : الوزر الحمل الثقيل ، ووضعه إزالته عنه ، لأنه إذا تعدى ب ( على ) كان بمعنى التحميل وإذا تعدى ب ( عن ) كان بمعنى الإزالة ، والإنقاض حصول النقيض هو صوت فقرات الظهر ، وقيل : صوت الجمل أو الرحل أو المركوب إذا ثقل عليه ، فالإنقاض الثقيل في الحمل حتى يسمع له نقيض أي صوت كما قاله الأزهري .

وقال ابن عرفة : هو إثقال يجعل ما حمل عليه نقضا أي مهزولا ضعيفا ، وقد مثل بذلك حاله صلوات الله عليه مما كان يثقل عليه ويغمه من قلة المستجيبين لدعوته وضعف من سبق إلى الإيمان به وشيوع الشرك والضلال في جزيرة العرب وقوة أهلها ، ووضعه عنه هو كثرة من آمن بعد ودخلوهم في دين الله أفواجا ، وقوة أتباعه وانمحاء الشرك والجاهلية من الجزية وذل أهلها بعد العز وانقيادهم بعد شدة الإباء . وقيل : الآية كناية عن عصمته وتطهيره من دنس الآثام كقوله {[7502]} { ليغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر } .

والوجه الأول أقوى ، وفي الآية ، على كل ، استعارة تمثيلية . والوضع ترشيح لها .


[7502]:48/ الفتح / 2.