مغانم : جمع مغنم ، وهو ما كسبه الإنسان في الحرب .
سيقول هؤلاء الأعراب الذين تخلفوا عنكم أيها الرسول يوم خروجكم إلى مكة ، وتعللوا بشغلهم بأموالهم بأموالهم وأهليهم : دعونا نتبعكم ونخرج معكم إلى غزو خَيبر ، وذلك لأنهم توقعوا ما سيكون من مغانم .
{ يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُواْ كَلاَمَ الله }
يريدون بذلك تغيير وعدِ الله بتلك المغانم لمن خرج مع الرسول إلى الحديبية .
قل لهم يا محمد : لن تتّبعونا ، فلقد حَكَم اللهُ من قبلُ بأن الغنائم لمن خرج مع رسول الله وأطاعه . ولكنهم يتجرأون على الله ويقولون : إن الله لم يأمركم بذلك ، بل إنكم تخشون أن نشارككم الغنيمة .
{ بَلْ كَانُواْ لاَ يَفْقَهُونَ إِلاَّ قَلِيلاً }
ليس الأمر كما يقول هؤلاء المنافقون بل إنهم لا يفقهون من أمر الدين وتشريع الله إلا قليلا .
قرأ حمزة والكسائي : يريدون أن يبدلوا كَلِمَ الله بالجمع . والباقون : كلام الله .
قوله تعالى : { ومن لم يؤمن بالله ورسوله فإنا اعتدنا للكافرين سعيرا* ولله الملك السماوات والأرض يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء وكان الله غفورا رحيما* سيقول المخلفون } يعني هؤلاء الذين تخلفوا عن الحديبية ، { إذا انطلقتم } سرتم وذهبتم أيها المؤمنون { إلى مغانم لتأخذوها } يعني غنائم خيبر ، { ذرونا نتبعكم } إلى خيبر لنشهد معكم قتال أهلها ، وذلك أنهم لما انصرفوا من الحديبية وعدهم الله فتح خيبر وجعل غنائمهما لمن شهد الحديبية خاصة عوضاً عن غنائم أهل مكة إذا انصرفوا عنهم على صلح ولم يصيبوا منهم شيئاً . قال الله تعالى : { يريدون أن يبدلوا كلام الله } قرأ حمزة والكسائي : ( كلم الله ) بغير ألف جمع كلمة ، وقرأ الآخرون : ( كلام الله ) ، يريدون أن يغيروا مواعيد الله تعالى لأهل الحديبية بغنيمة خيبر خاصة . وقال مقاتل : يعني أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن لا يسير معه منهم أحد . وقال ابن زيد : هو قول الله عز وجل : { فاستأذنوك للخروج فقل لن تخرجوا معي أبداً } ( التوبة-83 ) ، والأول أصوب ، وعليه عامة أهل التأويل . { قل لن تتبعونا } إلى خيبر ، { كذلكم قال الله من قبل } أي : من قبل مرجعنا إليكم إن غنيمة خيبر لمن شهد الحديبية ليس لغيرهم فيها نصيب ، { فسيقولون بل تحسدوننا } أي : يمنعكم الحسد من أن نصيب معكم الغنائم ، { بل كانوا لا يفقهون } لا يعلمون عن الله ما لهم وعليهم من الدين ، { إلا قليلاً } منهم وهو من صدق الله والرسول .
{ سيقول المخلفون } يعني هؤلاء { إذا انطلقتم إلى مغانم } يعني غنائم خيبر { ذرونا نتبعكم } إلى خيبر فنشهد معكم { يريدون أن يبدلوا كلام الله } يغيروا وعد الله الذي وعد أهل الحديبية وذلك أن الله تعالى حكم لهم بغنائم خيبر دون غيرهم { قل لن تتبعونا } إلى خيبر { كذلكم قال الله من قبل } أي من قبل مرجعنا إليكم إن غنيمة خيبر لمن شهد الحديبية دون غيرهم { فسيقولون بل تحسدوننا } أن نصيب معكم من الغنائم
{ سيقول المخلفون إذا انطلقتم إلى مغانم لتأخذوها ذرونا نتبعكم يريدون أن يبدلوا كلام الله قل لن تتبعونا كذلكم قال الله من قبل فسيقولون بل تحسدوننا بل كانوا لا يفقهون إلا قليلا }
{ سيقول المخلفون } المذكورون { إذا انطقتم إلى مغانم } هي مغانم خيبر ، { لتأخذوها ذرونا } اتركونا { نتبعكم } لتأخذ منها { يريدون } بذلك { أن يبدّلوا كلام الله } وفي قراءة : كلم الله بكسر اللام أي مواعيده بغنائم خيبر أهل الحديبية خاصة { قل لن تتبعونا كذالكم قال الله من قبل } أي قبل عودنا { فسيقولون بل تحسدوننا } أن نصيب معكم من الغنائم فقلتم ذلك { بل كانوا لا يفقهون } من الدين { إلا قليلا } منهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.