ثم قال : { سيقول المخلفون إذا انطلقتم إلى مغانم لتأخذوها } {[63929]} [ 15 ] .
أي : سيقول لك يا محمد ولأصحابك هؤلاء الأعراب الذين تخلفوا عن محبتك والخروج معك إذا انطلقتم إلى مغانم {[63930]} لتأخذوها { ذرونا نتبعكم } يعني ما وعد الله به المؤمنين من غنائم خيبر ، وعدهم ذلك بالحديبية وهو قوله : { وأثابهم فتحا فريقا } وهو فتح خيبر فأعلم الله نبيه عليه السلام {[63931]} أن المتخلفين {[63932]} عنه سيقولون له إذا خرج إلى فتح خيبر وأخذ غنائمها دعنا نتبعك {[63933]} .
ثم قال : { يريدون أن يبدلوا كلام الله }/ أي : يريدون أن يغيروا وعد الله الذي وعده أهل الحديبية ، وذلك أن الله وعدهم غنائم خيبر بالحديبية عوضا من غنائم أهل مكة إذا انصرفوا على صلح .
قال مجاهد : رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مكة فوعده الله مغانم كثيرة فعجلت {[63934]} ليأخذوا من المغانم فيغيروا وعد الله الذي خص {[63935]} به أهل الحديبية {[63936]} .
وقيل إن معنى قوله : { يريدون أن يبدلوا كلام الله } أي : يريدون أن يخرجوا معك في غزوك ( وقد قال الله ) {[63937]} : { فقل لن تخرجوا معي أبدا ولن تقاتلوا معي عدوا } {[63938]} {[63939]} .
قال ابن زيد : أرادوا أن يخرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم {[63940]} وأن يبدلوا كلام الله الذي قال لنبيه : { فقل لن تخرجوا معي أبدا ولن تقاتلوا معي عدوا } وذلك حين رجع من غزوة تبوك {[63941]} .
وأنكر هذا القول الطبري ؛ لأن غزوة تبوك كانت بعد فتح خيبر وبعد فتح مكة ، قال : والصواب الذي قاله {[63942]} قتادة ومجاهد : أنهم يريدون
أن يغيروا وعد الله الذي خص به أهل الحديبية ، وذلك : مغانم خيبر وغيرها {[63943]} .
وقوله : { قل لن تتبعونا {[63944]} كذلكم قال الله من قبل } أي : كذلك قال لنا الله من قبل مرجعنا إليكم من الحديبية أن غنيمة خيبر لمن شهد الحديبية / دون غيرهم ممن لم يشهدها ، فليس لكم أن تتبعونا لأنكم تخلفتم عن الحديبية .
ثم قال : { فسيقولون بل تحسدوننا } أي : تحسدوننا أن نصيب معكم من الغنائم ، فلذلك تمنعوننا من الخروج معكم .
ثم قال : { بل كانوا لا يفقهون إلا قليلا } أي : لا يعقلون عن الله ما له عليهم إلا يسيرا ، ولو كانوا يعقلون ما قالوا ذلك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.