جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{سَيَقُولُ ٱلۡمُخَلَّفُونَ إِذَا ٱنطَلَقۡتُمۡ إِلَىٰ مَغَانِمَ لِتَأۡخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعۡكُمۡۖ يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُواْ كَلَٰمَ ٱللَّهِۚ قُل لَّن تَتَّبِعُونَا كَذَٰلِكُمۡ قَالَ ٱللَّهُ مِن قَبۡلُۖ فَسَيَقُولُونَ بَلۡ تَحۡسُدُونَنَاۚ بَلۡ كَانُواْ لَا يَفۡقَهُونَ إِلَّا قَلِيلٗا} (15)

{ سيقول المخلفون } : المذكورون ، { إذا انطلقتم إلى مغانم لتأخذوها } أي : غنائم خيبر ، { ذرونا نتبعكم{[4657]} } : إلى خيبر ، { يريدون أن يبدلوا كلام الله } : فإن الله تعال وعد أهل الحديبية أن ييسر لهم الخيبر ، ويعوضهم من مكة مغانم خيبر لا شريك لهم فيها ، { قل لن تتبعونا } : في خيبر ، نفى بمعنى النهي ، { كذلكم قال الله من قبل } أي : من قبل أن تسألوا الخروج معهم ، فإنه حكم بأن تكون غنيمته لأهل الحديبية ليس لغيرهم فيها نصيب ، { فسيقولون بل تحسدوننا } : في أن نصيب الغنائم ، وليس أمرا من الله تعالى ، { بل كانوا لا يفقهون إلا قليلا } : إلا فهما قليلا ، وهو فهمهم لبعض أمر دنياهم ، رد من الله تعالى لهم ،


[4657]:وأصل القصة أنه لما انصرف النبي- صلى الله عليه وسلم- ومن معه من المسلمين إلى الحديبية في ذي الحجة من سنة ست أقام بالمدينة بقية وأوائل المحرم من سنة سبع، وعدهم الله فتح خيبر وخص لغنائمها من شهد الحديبية، فلما انطلقوا إليها قال هؤلاء المخلفون: ذرونا نتبعكم/12 فتح.