الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{سَيَقُولُ ٱلۡمُخَلَّفُونَ إِذَا ٱنطَلَقۡتُمۡ إِلَىٰ مَغَانِمَ لِتَأۡخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعۡكُمۡۖ يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُواْ كَلَٰمَ ٱللَّهِۚ قُل لَّن تَتَّبِعُونَا كَذَٰلِكُمۡ قَالَ ٱللَّهُ مِن قَبۡلُۖ فَسَيَقُولُونَ بَلۡ تَحۡسُدُونَنَاۚ بَلۡ كَانُواْ لَا يَفۡقَهُونَ إِلَّا قَلِيلٗا} (15)

وأعلمه أَنَّ المُخَلَّفِينَ إذا رأوا مسيرَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى يهود ، وهم عَدُوٌّ مُسْتَضْعَفٌ طلبوا الكونَ معه ؛ رغبةً في عَرَضِ الدنيا والغنيمة ، فكان كذلك .

وقوله تعالى : { يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُواْ } معناه : أنْ يغيروا وعده لأهلِ الحُدَيْبِيَّةِ بغنيمة خيبرَ ، وقال ابن زيد : كلام اللَّه هو قوله تعالى : { لَّن تَخْرُجُواْ مَعِيَ أَبَداً وَلَن تُقَاتِلُواْ مَعِيَ عَدُوّاً } . قال ( ع ) : وهذا ضعيف ؛ لأَنَّ هذه الآية نزلت في غزوة تبوك في آخر عمره صلى الله عليه وسلم وآية هذه السورة نزلت عامَ الحديبية ، وأيضاً فقد غَزَتْ جُهَيْنَةُ ومُزَيْنَةُ بعد هذه المُدَّةِ مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يعني غزوة الفتح ، فتح مَكَّة .

( ت ) : قال الثعلبي : وعلى التأويل الأَوَّل عامَّةُ أهل التأويل ، وهو أصوب من تأويل ابن زيد .

وقوله : { كَذَلِكُمْ قَالَ الله مِن قَبْلُ } يريد وعده قبل باختصاصهم بها ، وباقي الآية بين .