( قوله تعالى ){[51701]} : { سَيَقُولُ المخلفون إِذَا انطلقتم } { إلى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا }{[51702]} يعني هؤلاء الذين تخلفوا عن الحديبية { إِذَا انطلقتم } سرتم وذهبتم أيها المؤمنون { إلى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا } يعني مغانم خيبر { ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ } إلى خيبر لنشهد معكم قتال أهلها{[51703]} ، وذلك أنهم لما انطلقوا انصرفوا من الحديبية وعدهم الله فتح خير ، وجعل غنائمها لمن شهد الحديبية خاصة عوضاً من غنائم مكة إذا انصرفوا من الحديبية ( منهم{[51704]} على صلح ) ولم يصيبوا منهم{[51705]} شيئاً ، ( لأن{[51706]} قوله : { سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ } وعد للمبايعين بالغنيمة وللمخلفين الحالفين بالحرمان ) .
قوله : يُرِيدُ ( ونَ ){[51707]} يجوز أن يكون مستأنفاً وأن يكون حالاً من «المخلفون » وأن يكون حالاً من مفعول «ذَرُونَا »{[51708]} .
قوله : { كَلاَمَ الله } قرأ الأخوان كَلِمَ جمع كلمة{[51709]} والباقون كَلاَم{[51710]} قيل معناه : يريدون أن يغيروا تواعد الله تعالى لأهل الحديبية ، بغنيمة خيبر خاصة{[51711]} وقال مقاتل : يعني أمر الله لنبيه صلى الله عليه وسلم أن لا يسيِّر معه منهم أحداً . وقال ابن زيد : هو أن النبي صلى الله عليه وسلم لما تخلف القوم أطلعه الله على ظنهم وأظهر له نفاقهم وقال للنبي صلى الله عليه وسلم { فاستأذنوك لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَّن تَخْرُجُواْ مَعِيَ أَبَداً وَلَن تُقَاتِلُواْ مَعِيَ عَدُوّاً } [ التوبة : 83 ] . والأول أصوب وعليه أكثر المفسرين{[51712]} .
قوله : { قُل لَّن تَتَّبِعُونَا } إلى خيبر { كَذَلِكُمْ قَالَ الله مِن قَبْلُ } أي من قبل مرجعنا إليكم أن غنيمة خيبر لمن شهد الحديبية ليس لغيرهم فيها نصيب .
قوله : { بَلْ تَحْسُدُونَنَا } قرأ أبو حيوة تَحْسِدُونَنَا{[51713]} بكسر السين «بَلْ » للإضْراب والمضروب عنه محذوف في الموضعين عنه محذوف الموضعين أما ههنا فتقديره ما قال الله كذلك{[51714]} من قبل بل تحسدوننا أي يمنعكم الحسد من أن نصيب منكم الغنائم { بَلْ كَانُواْ لاَ يَفْقَهُونَ } لا يعلمون{[51715]} عن الله ما لهم وعليهم من الدين { إِلاَّ قَلِيلاً } منهم وهم{[51716]} من صدق الله ورسوله .
( فإن{[51717]} قيل : بماذا كان الحسد في اعتقادهم ؟
قلنا : كأنهم قالوا : نحن ( كنا ) مصيبين في عدم الخروج ( حيث ){[51718]} رَجَعُوا من الحديبية من غير عدو حاصل ، ونحن اسْتَرَحْنَا فإن خرجنا معهم ويكون فيه غنيمة يقولون هم غنموا معنا ولم يتعبوا معنا . ثم قال الله تعالى رداً عليهم كما ردوا عليه : { بَلْ كَانُواْ لاَ يَفْقَهُونَ إِلاَّ قَلِيلاً } أي لم يفقهوا من قولك : لا تخرجوا إلا ظاهر النهي ، فلم يفهموا حكمة إلاَّ قليلاً فحملوه على ما أرادوه وعللوه بالحسد . . ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.