تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{عَلَيۡهَا تِسۡعَةَ عَشَرَ} (30)

عليها تسعةَ عشرَ من الملائكة موكَّلون بها ، كما جاءَ في قوله تعالى أيضا : { عَلَيْهَا مَلاَئِكَةٌ غِلاَظٌ شِدَادٌ لاَّ يَعْصُونَ الله مَآ أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ } [ التحريم : 6 ] .

 
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{عَلَيۡهَا تِسۡعَةَ عَشَرَ} (30)

شرح الكلمات :

{ عليها تسعة عشر } : أي ملكاً وهم خزنتها .

المعنى :

وقوله تعالى { عليها تسعة عشر } أي على سقر ملائكة يقال لهم الخزنة عدتهم تسعة عشر ملكاً لقد كان لنزول هذه الآية سبب معروف وهو أن قريشا اتهمت الوليد بأنه صبا أي مال إلى دين محمد فسمع ذلك منهم فأنكر وحلف لهم فطلبوا إليه إن كان صادقا أن يقول في القرآن كلمة يصرف بها العرب عن محمد وما يقوله ويدعو إليه فذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ويقرأ في صلاته فاستمع إليه ففكر وقدر كما أخبر تعالى عنه في هذه الآيات وقال قولته الفاجرة الكافرة { إن هذا إلا سحر يؤثر إن هذا إلا قول البشر } بعد أن وصف القرآن وصفا دقيقا بقوله : ووالله إن لقوله لحلاوة وإنه ليحطم ما تحته ، وإنه ليعلو ولا يُعلى أي عليه فقالوا والله لا يرضى عنك قومك حتى تقول فيه فقال دعوني حتى أفكر ففكر وقال ما تقدم فنزلت هذه الآيات { ذرني ومن خلقت وحيدا } إلى قوله { تسعة عشر } .

/ذ30

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{عَلَيۡهَا تِسۡعَةَ عَشَرَ} (30)

{ عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ } من الملائكة ، خزنة لها ، غلاظ شداد ، لا يعصون الله ما أمرهم ، ويفعلون ما يؤمرون .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{عَلَيۡهَا تِسۡعَةَ عَشَرَ} (30)

{ عليها تسعة عشر } أي : على النار تسعة عشر من الملائكة خزنتها : مالك ومعه ثمانية عشر . وجاء في الأثر : أعينهم كالبرق الخاطف ، وأنيابهم كالصياصي ، يخرج لهب النار من أفواههم ، ما بين منكبي أحدهم مسيرة سنة ، نزعت منهم الرحمة ، يرفع أحدهم سبعين ألف فيرميهم حيث أراد من جهنم . قال عمرو بن دينار : إن واحداً منهم يدفع بالدفعة الواحدة في جهنم أكثر من ربيعة ومضر . قال ابن عباس ، وقتادة ، والضحاك : لما نزلت هذه الآية قال أبو جهل لقريش : ثكلتكم أمهاتكم ، أسمع ابن أبي كبشة يخبر أن خزنة جهنم تسعة عشر وأنتم الدهم ، أي : الشجعان ، فيعجز كل عشرة منكم أن يبطشوا بواحد من خزنة جهنم ؟ قال أبو الأشد أسيد بن كلدة بن خلف الجمحي : أنا أكفيكم منهم سبعة عشر ، عشرة على ظهري وسبعة على بطني ، فاكفوني أنتم اثنين . وروي أنه قال : أنا أمشي بين أيديكم على الصراط فأدفع عشرة بمنكبي الأيمن وتسعة بمنكبي الأيسر في النار ونمضي فندخل الجنة .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{عَلَيۡهَا تِسۡعَةَ عَشَرَ} (30)

{ عليها } أي مطلق النار بقرينة ما يأتي من الخزنة { تسعة عشر * } أي ملكاً ، لطبقة المؤمنين وهي العليا ملك واحد ، وللست{[69843]} الباقية ثمانية عشر ، لكل واحدة ثلاثة ، لأن الواحد يؤازر بثان ، وهما يعززان بثالث ، فلذا والله أعلم كانوا ثلاثة ، أو لأن الكفر يكون بالله وكتابه ورسوله صلى الله عليه وسلم ، فكان لكل تكذيب في كل طبقة من طبقاتها الست ملك أو صنف من الملائكة ، وعلى الأول في كونهم أشخاصاً بأعيانهم أكثر المفسرين ، وقد علم مما مضى أنهم غلاظ شداد {[69844]}كل واحد منهم يكفي{[69845]} لأهله الأرض كلهم كما أن ملكاً واحداً وكل بقبض جميع الأرواح ، وجاء في الآثار{[69846]} أن أعينهم كالبرق الخاطف ، وأنيابهم كالصياصي ، يخرج لهب{[69847]} النار من أفواههم ، ما بين منكبي أحدهم مسيرة سنة ، نزعت منهم الرحمة{[69848]} ، يدفع أحدهم سبعين ألفاً فيرميهم حيث أراد من جهنم ، قال عمرو بن دينار : إن واحداً{[69849]} منهم يدفع بالدفعة الواحدة{[69850]} أكثر من ربيعة ومضر .

وقيل : إن هذه العدة لمكافأة ما في الإنسان من القوى التي بها ينتظم قوامه ، وهي الحواس الخمس الظاهرة : السمع والبصر والشم والذوق واللمس ، والخمس الباطنة{[69851]} : المتخيلة والواهمة والمفكرة والحافظة والذاكرة ، وقوتا الشهوة والغضب ، والقوى الطبيعية السبع : الماسكة والهاضمة والجاذبة والدافعة والغاذية والنامية والمولدة ، وقيل : اختير هذا العدد لأن التسعة نهاية الآحاد ، والعشرة بداية العشرات ، فصار مجموعهما{[69852]} جامعاً لأكثر القليل وأقل الكثير ، فكان{[69853]} أجمع الأعداد ، فكان إشارة إلى أن خزنتها أجمع الجموع ، ويروى{[69854]} عن ابن مسعود رضي الله عنه أن قراءة البسملة تنجي من خزنة النار{[69855]} فإنها تسعة عشر حرفاً ، كل حرف منها لملك منهم .


[69843]:من ظ، وفي الأصل و م: للسنة.
[69844]:في ظ: يكفي كل واحد منهم.
[69845]:في ظ: يكفي كل واحد منهم.
[69846]:راجع المعالم 7/147.
[69847]:من ظ والمعالم، وفي الأصل و م: لهيب.
[69848]:زيدت الواو في الأصل ولم تكن في ظ و م والمعالم فحذفناها.
[69849]:من ظ و م والمعالم، وفي الأصل: الواحد.
[69850]:زيد في الأصل: فيجمع فيها عدد، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها، وزيد في المعالم: جهنم.
[69851]:زيد في الأصل: فيجمع فيها عدد، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[69852]:من ظ و م، وفي الأصل: مجموعا.
[69853]:من ظ و م، وفي الأصل: وكان.
[69854]:من م، وفي الأصل و ظ: روى.
[69855]:من ظ و م، وفي الأصل: جهنم.