الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{عَلَيۡهَا تِسۡعَةَ عَشَرَ} (30)

وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في البعث عن البراء أن رهطاً من اليهود سألوا رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن خزنة جهنم فقال : الله ورسوله أعلم ، فجاء فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم فنزل عليه ساعتئذ { عليها تسعة عشر } .

وأخرج الترمذي وابن مردويه عن جابر قال : قال ناس من اليهود لأناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : هل يعلم نبيكم عدد خزنة جهنم ؟ قال : هكذا وهكذا في مرة عشرة وفي مرة تسعة .

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال : لما نزلت { عليها تسعة عشر } قال رجل من قريش يدعى أبا الأشدين : يا معشر قريش لا يهولنكم التسعة عشر ، أنا أدفع عنكم بمنكبي الأيمن عشرة وبمنكبي الأيسر التسعة ، فأنزل الله { وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة } .

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال : لما سمع أبو جهل { عليها تسعة عشر } قال لقريش : ثكلتكم أمهاتكم أسمع ابن أبي كبشة يخبركم أن خزنة النار تسعة عشر وأنتم الدهم أفيعجز كل عشرة منكم أن يبطشوا برجل من خزنة جهنم ، فأوحى الله إلى نبيه أن يأتي أبا جهل فيأخذ بيده في بطحاء مكة فيقول له : { أولى لك فأولى ثم أولى لك فأولى } .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله : { عليها تسعة عشر } قال : ذكر لنا أن أبا جهل حين أنزلت هذه الآية قال : يا معشر قريش ما يستطيع كل عشرة منكم أن يغلبوا واحداً من خزنة النار وأنتم ألدهم ؟

وأخرج ابن المبارك وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي في البعث من طريق الأزرق بن قيس عن رجل من بني تميم قال : كنا عند أبي العوام فقرأ هذه الآية { عليها تسعة عشر } فقال : ما تقولون أتسعة عشر ملكاً أو تسعة عشر ألفاً ؟ قلت : لا بل تسعة عشر ملكاً ، فقال : ومن أين علمت ذلك ؟ قلنا : لأن الله يقول : { وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا } قال : صدقت هم تسعة عشر ملكاً بيد كل ملك منهم مرزبة من حديد له شعبتان فيضرب بها الضربة يهوي بها في جهنم سبعين ألفاً بين منكبي كل ملك منهم مسيرة كذا وكذا .

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله : { عليها تسعة عشر } قال : جعلوا فتنة . قال : قال أبو الأشدين الجمحي : لا يبلغون رتوتي حتى أجهضهم عن جهنم .