تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ ءَاذَوۡاْ مُوسَىٰ فَبَرَّأَهُ ٱللَّهُ مِمَّا قَالُواْۚ وَكَانَ عِندَ ٱللَّهِ وَجِيهٗا} (69)

وجيهاً : له جاه ومنزلة عظيمة .

يا أيها الذين آمنوا بالله ورسوله لا تؤذوا الرسول بقول يكرهه ، ولا بفعلٍ لا يحبه ، كالذين آذاوا موسى فرمَوه بالغيب كذباً وباطلا ، فبرأه الله مما قالوه عنه من الزور ، وكان موسى عند الله ذا وجاهة وكرامة .

روى الشيخان عن عبد الله بن مسعود قال : « قَسَمَ رسول الله ذات يوم قَسْما ، فقال رجل من الأنصار : إن هذه القسمة ما أريد بها وجه الله ، فاحمر وجه النبيّ ثم قال رحمة الله على موسى ، رُمي بأكثر من هذا فصبر » .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ ءَاذَوۡاْ مُوسَىٰ فَبَرَّأَهُ ٱللَّهُ مِمَّا قَالُواْۚ وَكَانَ عِندَ ٱللَّهِ وَجِيهٗا} (69)

{ لا تكونوا كالذين آذوا موسى } هم قوم من بني إسرائيل ، وأذيتهم له : ما ورد في الحديث : ( أن بني إسرائيل كانوا يغتسلون عراة وكان موسى يستتر منهم إذا اغتسل فقالوا إنه لآدر ، فاغتسل موسى يوما وحده وجعل ثيابه على حجر ففر الحجر بثيابه ، واتبعه موسى وهو يقول ثوبي حجر ثوبي حجر ؛ فمر في أتباعه على ملأ من بني إسرائيل فرأوه سليما مما قالوا } ، فذلك قوله : { فبرأه الله مما قالوا } ، وقيل : أذيتهم له أنهم رموه بأنه قتل أخاه هارون ، فبعث الله ملائكة فحملته حتى رآه بنو إسرائيل ليس فيه أثر فبدأ الله موسى ، وروي : أن الله أحياه فأخبرهم ببراءة موسى ، والقول الأول هو الصحيح لوروده في الحديث الصحيح .