تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{إِنَّا عَرَضۡنَا ٱلۡأَمَانَةَ عَلَى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱلۡجِبَالِ فَأَبَيۡنَ أَن يَحۡمِلۡنَهَا وَأَشۡفَقۡنَ مِنۡهَا وَحَمَلَهَا ٱلۡإِنسَٰنُۖ إِنَّهُۥ كَانَ ظَلُومٗا جَهُولٗا} (72)

عرضنا الأمانة : عرضنا التكاليف .

أشفقن منها : خفن منها .

حَمَلها الإنسان : كان مستعدا لها .

ظلوما : جهولا ، كثير الجهل .

ثم ختم السورة بتعظيم أمر الأمانة ، وضخامة تبعتها ، وما فيها من تكاليف شاقة وأن السماوات والأرض والجبال أشفقن منها ، وأن هذا الإنسان الضعيف حملها وكان مستعداً لها وقام بأعبائها ، إنه كان شديد الظلم لنفسه ، جهولا بما يطيق حمله ، وهو على ما هو عليه من الضعف وضغط الشهوات والميول والنزعات وقلة العلم ، وقصر العمر .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{إِنَّا عَرَضۡنَا ٱلۡأَمَانَةَ عَلَى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱلۡجِبَالِ فَأَبَيۡنَ أَن يَحۡمِلۡنَهَا وَأَشۡفَقۡنَ مِنۡهَا وَحَمَلَهَا ٱلۡإِنسَٰنُۖ إِنَّهُۥ كَانَ ظَلُومٗا جَهُولٗا} (72)

{ إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال } : { الأمانة } هي التكاليف الشرعية من التزام الطاعات وترك المعاصي ، وقيل : هي الأمانة في الأموال ، وقيل : غسل الجنابة ، والصحيح العموم في التكاليف ، وعرضها على السموات والأرض والجبال يحتمل وجهين :

أحدهما : أن يكون الله خلق لها إدراكا فعرضت عليها الأمانة حقيقة فأشفقت منها وامتنعت من حملها .

الثاني : أن يكون المراد تعظيم شأن الأمانة ، وأنها من الثقل بحيث لو عرضت على السموات والأرض والجبال ، لأبين من حملها وأشفقن منها ، فهذا ضرب من المجاز كقولك عرضت الحمل العظيم على الدابة فأبت أن تحمله ، والمراد أنها لا تقدر على حمله .

{ وحملها الإنسان } أي : التزم الإنسان القيام بالتكاليف مع شدة ذلك وصعوبته على الأجرام التي هي أعظم منه ، ولذلك وصفه الله بأنه ظلوم جهول ، والإنسان هنا جنس ، وقيل : يعني آدم ، وقيل : قابيل الذي قتل أخاه .