البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ ءَاذَوۡاْ مُوسَىٰ فَبَرَّأَهُ ٱللَّهُ مِمَّا قَالُواْۚ وَكَانَ عِندَ ٱللَّهِ وَجِيهٗا} (69)

{ كالذين آذوا موسى } ، قيل : نزلت في شأن زيد وزينب ، وما سمع فيه من قاله بعض الناس .

وقيل : المراد حديث الإفك على أنه ما أوذي نبي مثل ما أوذيت .

وفي حديث الرجل الذي قال لقسم قسمه رسول الله : إن هذه لقسمة ما أريد بها وجه الله ، فغضب وقال : رحم الله أخي موسى ، لقد أوذي أكثر من هذا فصبر .

وإذاية موسى قولهم : إنه أبرص وآدر ، وأنه حسد أخاه هارون وقتله .

أو حديث المومسة المستأجرة لأن تقول : إن موسى زنى بها ، أو ما نسبوه إليه من السحر والجنون ، أقوال .

{ مما قالوا } : أي من وصم ما قالوا ، وما موصولة أو مصدرية .

وقرأ الجمهور : { وكان عند الله } : الظرف معمول لوجيهاً ، أي ذا وجه ومنزلة عند الله تعالى ، تميط عنه الأذى وتدفع التهم .

وقرأ عبد الله ، والأعمش ، وأبو حيوة : عبد من العبودية ، لله جر بلام الجر ، وعبداً خبر كان ، ووجيهاً صفة له .

قال ابن خالويه : صليت خلف ابن شنبوذ في شهر رمضان فسمعته يقرأ : وكان عبد الله ، على قراءة ابن مسعود .

قال ابن زيد : { وجيهاً } : مقبولاً .

وقال الحسن : مستجاب الدعوة ، ما سأل شيئاً إلا أعطي ، إلا الرؤية في الدنيا .

وقال قطرب : رفيع القدر ؛ وقيل : وجاهته أنه كلمه ولقبه كليم الله .