تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{سَلَٰمٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطۡلَعِ ٱلۡفَجۡرِ} (5)

{ سلام هي حتى مطلع الفجر } أمنٌ من كل أذىً وشر في تلك الليلة حتى وقت طلوع الفجر .

ومن فضلِها أيضاً قوله تعالى { سَلاَمٌ هِيَ حتى مَطْلَعِ الفجر } فهي سلامٌ من أول ليلها إلى طلوع الفجر ، وأمانٌ من الأذى والشر حتى ذلك الحين .

والحقّ ، أن ليلة القدر من العظمة بحيث تفوق حقيقتُها حدودَ الإدراك البشريّ ، فهي ليلة عظيمة باختيار الله لها لبدء تنزيل هذا القرآن العظيم ، وإفاضة هذا النور على الوجودِ كله ، لِما تضمَّنَه هذا القرآنُ من عقيدةٍ وشريعة وآداب .

وفي الحديث الصحيح أن عائشةَ رضي الله عنها قالت : يا رسولَ الله إن وافقتُ ليلةَ القدر فما أقول ؟ قال : " قولي اللهم إنك عَفُوٌّ تحبُّ العفوَ فاعفُ عني " .

قراءات :

قرأ الكسائي وخلف : مطلِع بكسر اللام ، والباقون : مطلَع بفتح اللام .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{سَلَٰمٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطۡلَعِ ٱلۡفَجۡرِ} (5)

{ سلام هي } واختلف في معنى سلام ، فقيل : إنه من السلامة ، وقيل : إنه من التحية ؛ لأن الملائكة يسلمون على المؤمنين القائمين فيها ، وكذلك اختلف في إعرابه ، فقيل : سلام هي مبتدأ وخبر ، وهذا يصح سواء جعلناه متصلا مع ما قبله ، أو منقطعا عنه ، وقيل : سلام خبر مبتدإ مضمر تقديره أمرها سلام ، أو القول فيها سلام ، وهي مبتدأ خبره حتى مطلع الفجر ، أي : هي دائمة إلى طلوع الفجر ، ويختلف الوقف باختلاف الإعراب . وقال ابن عباس : إن قوله { هي } إشارة إلى أنها ليلة سبع وعشرين ؛ لأن هذه الكلمة هي السابعة والعشرين من كلمات السورة .