فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{سَلَٰمٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطۡلَعِ ٱلۡفَجۡرِ} (5)

وقد تمّ الكلام عند قوله من كلّ أمر ، ثم ابتدأ فقال : { سلام هِيَ } أي ما هِيَ إلاّ سلامة وخير كلها لا شرّ فيها ، وقيل هِيَ ذات سلامة من أن يؤثر فيها شيطان في مؤمن أو مؤمنة . قال مجاهد : هِيَ ليلة سالمة لا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها سوءاً ولا أذى . وقال الشعبي : هو تسليم الملائكة على أهل المساجد من حين تغيب الشمس إلى أن يطلع الفجر يمرّون على كلّ مؤمن ويقولون السلام عليك أيها المؤمن . وقيل : يعني سلام الملائكة بعضهم على بعض . قال عطاء : يريد سلام على أولياء الله وأهل طاعته : { حتى مَطْلَعِ الفجر } أي حتى وقت طلوعه . قرأ الجمهور { مَطْلَعِ } بفتح اللام . وقرأ الكسائي وابن محيصن بكسرها . فقيل : هما لغتان في المصدر ، والفتح أكثر نحو المخرج والمقتل . وقيل : بالفتح اسم مكان ، وبالكسر المصدر . وقيل العكس ، و«حتى » متعلقة يتنزل على أنها غاية لحكم التنزل : أي لمكثهم في محل تنزلهم بأن لا ينقطع تنزلهم فوجاً بعد فوج إلى طلوع الفجر . وقيل متعلقة ب { سلام } بناءً على أن الفصل بين المصدر ومعموله بالمبتدأ مغتفر .

/خ5