بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{سَلَٰمٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطۡلَعِ ٱلۡفَجۡرِ} (5)

{ سلام } يعني : من كل آفة سلامة ، يعني : في هذه الليلة لأمة محمد صلى الله عليه وسلم ، ويقال سلام يعني : لا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها شراً .

وقال القتبي : إن ( من ) توضع موضع ( الباء ) ، يعني : بكل أمر سلام أي : خير { هِي حتى مَطْلَعِ الفجر } وقال مجاهد : يعني : كل أمر سلام ، وسلام من أن يحدث فيها أذًى ، أو يستطيع الشيطان أن يعمل فيها . ويقال : معناه { تَنَزَّلُ الملائكة والروح فِيهَا بِإِذْنِ رَبّهِم مّن كُلّ أَمْرٍ } وقد تم الكلام . يعني : ينزلون فيها من كل أمر من الرخصة ، وكل أمر قدره الله تعالى ، في تلك الليلة إلى قابل .

ثم استأنف فقال : { سلام هِيَ } يعني : سلام وبركة ، وخير كلها { حتى مَطْلَعِ الفجر } . وروي عن ابن عباس رضي الله ، عنهما ، أنه قرأ " من كل أمر سلام " ، يعني : الملائكة يسلمون على كل امرئ . وقرأ الكسائي { حتى مَطْلَعِ الفجر } بكسر اللام ، والباقون بنصب اللام . فمن قرأ بالكسر ، جعله اسماً لوقت الطلوع ، ومن قرأ بالنصب جعله مصدراً . يعني : يطلع طلوعاً ، والله أعلم بالصواب .